فرض حجر صحي على 4 مناطق في إقليم كاتالونيا الخميس، في قرار هو الأول من نوعه في إسبانيا التي قررت أيضا إغلاق المدارس على أراضيها في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
ومنذ بداية الأسبوع، تضاعفت الإصابات بالفيروس في إسبانيا، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ تدابير صارمة لتجنب سيناريو مماثل لما حصل في إيطاليا التي تعتبر البلد الأكثر تضررا من جراء الفيروس بعد الصين.
وحظرت وزارة النقل الإسبانية توقف السفن السياحية ووصول البواخر الإيطالية إلى الموانئ الإسبانية كافة، كما علقت الخطوط البحرية والجوية مع المغرب.
وكانت مدريد علقت أيضا في وقت سابق جميع الرحلات الجوية من إيطاليا.
وبدءا من الساعة التاسعة مساءً، لم يعد ممكنا لنحو 66 ألف شخص يسكنون في أربع مناطق في كاتالونيا (إغوالادا، أودينا، سانتا مارغاريدا دي مونتبوي وفيلانوفا ديل كامي) أن يتركوا مناطق سكنهم بحسب ما أعلن الدفاع المدني، ولكنهم لا يخضعون لحجر صحي في منازلهم.
وأظهرت آخر حصيلة تم نشرها مساء الخميس، أن هناك 3052 حالة إصابة في البلاد بينما ارتفع عدد الوفيات جراء الفيروس إلى 84.
وارتفعت حصيلة وفيات فيروس "كورونا" في إيطاليا إلى ألف و16، إثر تسجيل 189 وفاة جديدة، الخميس.
جاء ذلك حسب موقع "ورلد ميترز" المتخصص في متابعة إحصائيات ضحايا "كورونا" حول العالم، وأرقام متطابقة جمعتها "الأناضول" من وسائل إعلام محلية.
وأظهرت إحصائيات الموقع أن إيطاليا سجلت يوم الخميس وحده 189 وفاة وألفين و651 إصابة، ليصل بذلك إجمالي الوفيات إلى ألف و16، والمصابين إلى 15 ألفا و113.
وبلغ عدد المتعافين من الفيروس حتى اليوم ألفا و258.
وفي فرنسا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مساء الخميس، أن دور الحضانة وكافة المؤسسات التعليمية، بما فيها الجامعات، ستغلق اعتبارا من الإثنين وحتى إشعار آخر لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وطلب إلى الأشخاص الذين تخطوا السبعين عاما البقاء في منازلهم.
وفي خطاب بثه التلفزيون، تحدث الرئيس الفرنسي عن "أسوأ أزمة صحية تشهدها فرنسا منذ قرن"، وطالب مواطنيه بحصر تنقلاتهم بـ"الحد الأدنى الضروري".
وبرغم ذلك، فقد أعلن في كلمته الإبقاء على إجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية المقررة الأحد.
وعلى الصعيد الاقتصادي، طلب ماكرون من الحكومة "تحضير خطة إنعاش وطنية وأوروبية"، داعيا أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى "التحرك بسرعة وبقوة".
كما أعلن أنه سيقترح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرأس مجموعة السبع حاليا، مبادرة "استثنائية" لمواجهة الوباء العالمي الذي يتهدد الاقتصاد العالمي.
وبينما دعا إلى تجنب الانغلاق القومي، قال ماكرون إن إغلاق الحدود لمكافحة انتشار الفيروس سيكون على الأرجح ضروريا، ولكن يتوجب إقراره على المستوى الأوروبي.
وسجلت فرنسا حتى فترة بعد الظهر من يوم الخميس 2,876 إصابة بالفيروس و61 حالة وفاة.
من جانبها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس إلى إلغاء "الفعاليات غير الضرورية" التي يقل عدد المشاركين فيها عن ألف شخص، وذلك بهدف مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت ميركل عقب اجتماع عقدته في برلين مع مسؤولين محليين وخصص لـ"كوفيد-19": "يتوجب تجنب الاتصالات الاجتماعية قدر المستطاع".
وفي السياق، أعلنت السلطات القبرصية الخميس أن سفينة سياحية تقل ركابا يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، ستتمكن من الرسو قبالة الساحل الجنوبي لقبرص، ولكن لن يسمح لمن هم على متنها بالنزول.
وقال وزير النقل القبرصي يانيس كاروسوس إن السفينة السياحية "ستظل راسية، لكنّ الركاب لن ينزلوا".
وأضاف في تغريدة: "نحن نعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة"، مشيرا إلى "تعليمات" أعطاها الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس.
وأفاد التلفزيون الحكومي "سي بي سي" بأن من المقرر أن تصل سفينة الرحلات البحرية "ماركو بولو" إلى ميناء "ليماسول" صباح الجمعة وعلى متنها 800 راكب، معظمهم إيطاليون.
وأشار التلفزيون إلى أن السفينة موجودة في البحر منذ شهر بعد رحلة أجرتها إلى الهند، لافتا إلى أنها أبحرت باتجاه قبرص بعد رفض إسرائيل استقبالها.
وبحسب "سي بي سي"، فقد أبلغ طبيب السفينة السلطات القبرصية، بأنّ بعض الركاب يعانون من أعراض التهاب رئوي وبينهم امرأة بحاجة إلى علاج طبي.
كما قررت حكومة البرتغال مساء الخميس، إغلاق كل المدارس في البلاد ابتداء من الإثنين وحتى عيد الفصح على أقل تقدير، في مسعى للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس الوزراء أنطونيو كوستا في خطاب متلفز: إن "مبدأ الوقاية يتطلب منا أن نعلق بدءا من الإثنين كل أنشطة التدريس التي تطلّب الحضور في المدارس".
وهذا الإجراء الذي يشمل ما يزيد قليلا عن 1,6 مليون طفل ومراهق يدرسون في المدارس العامة والخاصة في البلاد، سيظل ساري المفعول حتى 9 نيسان/ أبريل على أقل تقدير.
وكانت الجامعات البرتغالية الرئيسية علقت في وقت سابق كل الدروس، في إجراء شمل نحو 370 ألف طالب.
كما أعلن كوستا مجموعة إجراءات "موقتة" أخرى مثل إغلاق النوادي الليلية ومنع ركاب السفن السياحية من النزول في الموانئ البرتغالية.
وبحسب حصيلة قدمتها صباح الخميس، قالت السلطات الصحية البرتغالية إنها اكتشفت حتى الآن 78 إصابة بفيروس كوفيد-19.
وأعلنت رئيسة الوزراء البلجيكية صوفي ويلميس مساء الخميس، أن المدارس والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ستُغلق في بلجيكا، على أن تُلغى أيضا التجمعات كافة "بغض النظر عن حجمها وطبيعتها"، وذلك في محاولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت ويلميس خلال مؤتمر صحافي: إن إقفال المدارس على المستوى الوطني سيكون ساري المفعول ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع "حتى يوم الجمعة 3 نيسان/أبريل".
وأضافت أن ذلك "يجب ألا يمنع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية من العمل بشكل طبيعي".
كورونا يصل دولا جديدة
أكدت غانا والجابون يوم الخميس، تسجيل أول حالات إصابة لدى كل منهما بفيروس كورونا، لتصبحا تاسع وعاشر دول أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى التي تسجل إصابات.
وقالت حكومة الجابون في بيان: إن الإصابة المسجلة لديها هي لمواطن يبلغ من العمر 27 عاما عاد من فرنسا في الثامن من مارس آذار.
عربيا، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية الدكتور خالد مجاهد، عن تسجيل حالتين جديدتين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مبينًا أن الأولى لطالب في مدرسة "سيتي الدولية"، وأصيب عن طريق العدوى من والده المصاب بذات الفيروس.
وقال أحمد مجاهد، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، ببرنامج "التاسعة"، المذاع على شاشة التلفزيون المصري، إن الطالب ثبت إصابته بكورونا، عن طريق والده الذي خالط أجنبيا مصابا بالفيروس.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ اللازم بإغلاق المدرسة تماما وفرض عزل ذاتي على طلابها والمعلمين والإدارة المدرسية لمدة 14 يوما، كإجراء وقائي.
وأكد أنه سيتم فحص جميع طلاب المدرسة؛ للتأكد من عدم وجود مصابين جدد بكورونا، مشددا على أن حتى الآن ليس هناك ما يستدعي اتخاذ قرار بإغلاق المدارس.
وكشفت عن الحالة الثانية الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية في مصر، وهي لممرضة تدعي "وفاء"، وتعمل في مستشفى إمبابة جاءت نتائج تحاليلها إيجابية.