logo
منوعات

"أم نور".. امرأة عراقية تكسر احتكار الذكور لمهنة تصليح الساعات (صور)

"أم نور".. امرأة عراقية تكسر احتكار الذكور لمهنة تصليح الساعات (صور)
أم نور الساعاتيالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
22 نوفمبر 2024، 11:06 ص

وسط إحدى أسواق مدينة كربلاء تقف "أم نور" داخل ورشتها المخصصة لتصليح "الساعات" اليدوية، مقتحمة مهنة طالما احتكرها الرجال على مدى سنوات في العراق، أم لثلاث فتيات في المرحلة الثانوية، وزوجة لأمهر مصلح للساعات في شارع العباس وسط كربلاء قبل أن يرغمه مرضه على ترك المهنة وإغلاق متجره الذي كان يعج بالزبائن.

كشفت أم نور لـ"إرم نيوز"مررنا بوضع مادي صعب بعد مرض زوجي، ولم نملك أي مصدر دخل يعين العائلة على أبسط متطلبات العيش، حتى بتنا نتحسر على الطعام ونختصر الوجبات الغذائية". 

محل الساعاتي

حينها قررت أن تعيد افتتاح متجر زوجها المخصص لبيع وتصليح الساعات، بعد أن يعلمها زوجها كيفية تصليح أنواع الساعات كافة، وبالفعل حدث هذا.

وتروي لـ"ام نور"، انطلاقتها الأولى، وتقول: "كانت صعبة جدًّا، خاصة أن كربلاء تعد من المدن الدينية المحافظة التي نادرًا ما تعمل فيها النساء في حرف يدوية، وكانت العقبة كيف أواجه تابوهات احتكار الرجال لمهنة تصليح الساعات".

وأضافت: "تعرف مهنة تصليح الساعات في العراق حكرًا على الرجال دون غيرهم، إلا أنني تمكنت من إثبات وجودي بين مصلحي الساعات في المدينة، وبدأ يصبح لدي زبائن خاصين بالمحل يأتون بشكل خاص من كل مكان لشراء الساعات أو تصليحها".

أم نور الساعاتي

ولم تكتفي، أم نور، بتصليح الساعات اليدوية، بل طورت مهنتها عبر برامج تعليمية في اليوتيوب لتتعلم تصليح الساعات الجدارية والمنضدية، حتى الأنتيكات القديمة منها التي أصلحتها مقابل مبالغ كبيرة. 

وأرغمت الظروف المعيشية الصعبة التي مر بها العراق على مدى العقدين الماضيين على تغيير سوق العمل في البلاد، إذ ذكر أحد مسؤولي نقابة العمالة العراقية، سعد محسن: "لم نكن نشاهد النساء تعمل في مهن وحرف مثل الميكانيك والكهرباء أو سائقة تكسي وحتى تصليح الساعات، لكن ظروف البلاد غيرت من كل هذا". 

وقال لـ "إرم نيوز": "إن سوق العمل يحتاج بشكل كبير إلى النساء، لكن القيود الاجتماعية والأعراف دائمًا ما تضع حواجز أمام اقتحام النساء لبعض المهن وخوض هذه التجربة، إلا أن في السنوات الأخيرة، ومع ازدياد حالات الطلاق والأرامل بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد، بدأت المرأة بكسر كل الحواجز والعمل في مهن عديدة".

أخبار ذات علاقة

9916686d-f1ab-47b6-80f7-0aacb526397a

جمعية نسائية سعودية تحوّل الحرف اليدوية إلى مصدر ربح

وتضيف أم نور: "أي مشروع سيواجه في بادئ الأمر تحديات كبيرة، فكيف إن كان المشروع هو لامرأة، وفي الغالب في مهنة حكرًا على الرجال؟ إلا أنني اليوم أقدم نفسي، بشهادة الآخرين، واحدة من أمهر مصلحي الساعات، لأن المرأة دائمًا ما تبرع في هذه المهن في حال رغبتها بتعلمها وممارستها".

وتشكل النساء ما نسبته 29% فقط من عمالة القطاع الخاص، على الرغم من أن النساء تشكل نسبة 49% من مجموع سكان البلاد، فيما لا تشكل في سوق العمل بشكل عام سوى نسبة 15% بحسب إحصاءات ودراسات مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC