تمكنت السلطات النمساوية من تحديد هوية متسلق جبال ألماني كان قد فُقد منذ عام 1967 بعد حادث في جبال الألب النمساوية، بفضل اختبارات الحمض النووي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي".
جاء هذا الاكتشاف المهم في تقرير حديث صادر عن الشرطة النمساوية، ويعكس أحد التأثيرات غير المباشرة للاحتباس الحراري وتراجع الأنهار الجليدية نتيجة التغير المناخي.
في أغسطس/آب 2024، اكتُشِفَت بقايا عظام ساق وقدم في وادٍ بالقرب من سولدن في منطقة تيرول النمساوية من قبل راعي أغنام.
وبعد تحليل الحمض النووي، تبين أن هذه البقايا تعود إلى رجل ألماني كان يبلغ من العمر 30 عامًا عندما سقط في شق جليدي في أثناء تسلقه الجبال في عام 1967.
ويعكس هذا الاكتشاف ظاهرة أوسع نطاقًا، إذ كشفت تراجعات الأنهار الجليدية في جبال الألب عن العديد من الجثث والمعدات القديمة، وهو ما يعد نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري.
وفي حادث مشابه في العام الماضي، عُثِرَ على بقايا متسلق جبال ألماني آخر كان قد فُقد منذ عام 1986، على نهر ثيودول الجليدي في سويسرا.
كما أن تراجع الأنهار الجليدية في جبال الألب لم يقتصر فقط على اكتشاف بقايا بشرية، بل أفضى أيضًا إلى الكشف عن معدات تسلق قديمة وملابس وحتى قطع أثرية تاريخية كانت مدفونة تحت الجليد لسنوات طويلة. ويُعد هذا التطور بمرتبة تذكير حاد بأثر أزمة المناخ على البيئة.
وأشار إروين فوجيل، خبير البيئة، إلى أن تأثيرات تغير المناخ في منطقة جبال الألب لا تقتصر على ذوبان الثلوج، بل تشمل أيضًا تهديدًا خطيرًا للنظام البيئي الجبلي ككل.
وأكد أن النمسا وسويسرا والدول الجبلية الأخرى تواجه خسارة تدريجية لانهارها الجليدية، إذ تتوقع الدراسات الحديثة أن تختفي بعض هذه الأنهار بالكامل في العقود المقبلة.