كشفت دراسة حديثة عن البقايا المتحجرة لطائر "لونجيبوتركس تشاويانغينسيس" الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ عن رؤى جديدة مثيرة للاهتمام حول سلوك هذا الحيوان.
وعاش هذا الطائر الفريد من نوعه قبل نحو 120 مليون سنة، ونال شهرة بسبب منقاره الطويل للغاية، المزين بأسنان قوية وفتاكة.
وانبهر الباحثون بالسمات غير العادية لهذا الطائر، بما في ذلك مينا الأسنان السميكة التي تضاهي مينا أسنان الديناصورات الضخمة، على الرغم من صغر حجمه.
وكان يُعتقد في البداية أنه من آكلي الأسماك، إلا أن الاكتشافات الحديثة تشير إلى أن لونجيبتركس كان يستهلك في الغالب بذور النباتات غير المزهرة، ويتحدى هذا الاكتشاف الافتراضات السابقة، ويلقي الضوء على بيئة الطائر.
وبحسب موقع "نيوزويك"، تشير الدراسة أيضًا إلى أن أسنان الطائر ربما كانت تستخدم بوصفها أسلحة في النزاعات الإقليمية أو نزاعات التزاوج، على غرار بعض الأنواع الحديثة.
ومن المحتمل أن يكون لونجيبوتركس قد أقام في مناخ معتدل في شمال شرق الصين، إذ من المحتمل أن يكون قد استكمل نظامه الغذائي القائم على البذور بالحشرات عندما كانت الفاكهة نادرة.
ويوفر النظام الغذائي لهذا النوع وسلوكه رؤى قيمة حول النظم البيئية القديمة والتفاعل بين الطيور والنباتات خلال تلك المدة الزمنية.
ويسلط البحث الضوء على أهمية عدم وضع افتراضات حول الحيوانات المنقرضة استنادًا إلى خصائص الهيكل العظمي فقط، إذ إن بنية أسنان لونجيباتركس لم تتوافق مع نظامه الغذائي الفعلي.
ويمتد هذا الحذر ليشمل التفسيرات الأوسع نطاقًا في علم الحفريات، مع التأكيد على الحاجة إلى أدلة مباشرة لفهم كائنات ما قبل التاريخ.
ومن خلال الكشف عن عادات لونجيبوتركس الغذائية وسلوكه، لا تسهم هذه الدراسة في فهمنا لهذا الطائر القديم الغريب فحسب، بل تتحدى أيضًا الافتراضات السائدة في علم الحفريات.
وفي النهاية، يؤكد هذا البحث على الطبيعة المعقدة لحياة ما قبل التاريخ وأهمية الأدلة الشاملة في إعادة بناء الماضي.
