يُعد قرش العفريت (Mitsukurina owstoni) من أغرب أسماك القرش الأقل مشاهدة في المحيطات، حيث يعيش في أعماق تتراوح بين 200 و1300 متر، وفي بعض الحالات تصل إلى 4000 متر.
وسُمّي تكريمًا للعالم الياباني كاكيتشي ميسوكوري وعالم الطبيعة البريطاني آلان أوستون، لكن اسمه الشائع يعكس مظهره الغريب والخيالي، الذي يوحي بالعفاريت.
يتميز هذا القرش بفكّيه القابلين للتمدد بسرعة مذهلة تصل إلى عشرة أقدام في الثانية، إضافةً إلى خرطومه الطويل المسطح وأسنانه الحادة التي تشبه الإبر.
وجسمه النحيل ولونه الوردي الباهت يمنحانه مظهراً أشبه بالكائنات من العصور القديمة، حيث يعتبر أحفورة حية تعود إلى 125 مليون سنة.
يتغذى قرش العفريت على أسماك أعماق البحار، الحبار والقشريات، مستخدماً خرطومه الحساس لرصد الإشارات الكهربائية للفريسة حتى في الظلام الدامس.
وعلى الرغم من حجمه الذي قد يصل إلى 5.5 أمتار، فهو أقل عضلية من أسماك القرش الكبيرة الأخرى، ما يجعله صيداً هادئاً ومتربصاً في الأعماق دون الحاجة للسباحة المستمرة.
تعيش هذه الأسماك في مناطق يصعب الوصول إليها، ما يجعل الكثير عن سلوكها وطبيعتها لا يزال مجهولاً. نادرًا ما يراها البشر، ومعلوماتنا غالبًا تأتي من الصيد العرضي في أعماق المحيطات.
رغم مظهره المخيف، لا يشكل قرش العفريت أي تهديد للبشر، إذ يعيش بعيدًا عن مناطق السباحة والغوص. يظل هذا القرش من أكثر كائنات أعماق البحار غموضًا وإثارة، ويجسد مزيجًا من الرعب والجمال الطبيعي في عالم المحيطات العميقة.