"لاعبون جدد" يعيدون رسم ملامح صناعة النفط في نيجيريا

يشهد قطاع النفط في  نيجيريا تحولاً لافتاً تقوده نخبة من رواد الأعمال المحليين، الذين بدأوا مسيرتهم المهنية في كبرى الشركات النفطية العالمية، قبل أن يتجهوا إلى تأسيس شركاتهم الخاصة، مستفيدين من خبراتهم العميقة في الصناعة.

وبفضل استثماراتهم في عمليات الاستكشاف وشراء الحصص في مشاريع قائمة، بات هؤلاء اللاعبون الجدد يحتلون موقعاً محورياً في أحد أكبر القطاعات النفطية في القارة الأفريقية.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، جاء هذا التحول في أعقاب انسحاب عدد من الشركات النفطية الدولية الكبرى، مثل "شل" و"إكسون موبيل"، من بعض الأصول البرية والمياه الضحلة في نيجيريا، الأمر الذي أتاح فرصاً استراتيجية لرواد الأعمال المحليين لملء هذا الفراغ والاستحواذ على أصول مهمة، مما عزز من حضور الشركات النيجيرية في مشهد الطاقة الوطني.

ومن بين أهم الأسماء التي برزت في هذا السياق، أدي والي تينوبو، الرئيس التنفيذي لشركة "أواندو"، الذي قاد إلى جانب شريكه أوماموفي بويُو، صفقة الاستحواذ على حصة شركة "إيني" الإيطالية في شركة النفط النيجيرية "آجيب" (NAOC)، بقيمة بلغت 783 مليون دولار.

وقد ضاعفت هذه الصفقة احتياطيات شركة "أواندو" لتتجاوز مليار برميل من المكافئ النفطي.

كما برز تحالف شركة "رينيسانس أفريقيا للطاقة" (RAEC)، بقيادة توني أتا، المدير التنفيذي السابق لشركة "نيجيريا للغاز الطبيعي المسال"، من خلال صفقة الاستحواذ على أصول "شل" البرية في نيجيريا، بقيمة بلغت 2.4 مليار دولار، شملت 18 امتيازاً نفطياً.

ويواصل أديمولا أدييمي بيرو، الرئيس التنفيذي لشركة "FIRST E&P"، تعزيز حضوره في القطاع عبر قيادته عمليات الإنتاج في حقل "Anyala"، وتوليه مؤخراً منصب محافظ نيجيريا لدى منظمة "أوبك"، إضافة إلى ترؤسه مجلس حكام المنظمة لعام 2025.

ويورد التقرير أيضاً أسماء أخرى تواصل لعب أدوار محورية في إعادة تشكيل مشهد الطاقة في البلاد، مثل صامويل دوسو-أوريت، مؤسس شركة "بيترولن"، وأديغبيتي فالادي، الرئيس التنفيذي لشركة "Aradel Holdings"، وأولانريواجو كالجاياي، الرئيس التنفيذي لشركة "ND Western"، إلى جانب عبد الرزاق عيسى، الشريك المؤسس لشركة "Waltersmith".

 وعلى الساحة الدولية، تمكنت شركة "Seplat Energy"، بقيادة روجر براون، من تعزيز وجودها عبر الاستحواذ على شركة "Mobil Producing Nigeria Unlimited" التابعة لشركة "إكسون موبيل".

كما تواصل كل من "Savannah Energy" و"Chappal Energies" توسيع نطاق استثماراتهما من خلال صفقات استراتيجية ناجحة.

وأكد تقرير "جون أفريك" أن هذا التحول يمثل مرحلة جديدة في صناعة النفط النيجيرية، إذ بات رواد الأعمال المحليون يفرضون رؤيتهم وطموحاتهم في قطاع طالما هيمنت عليه الشركات العالمية، مما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية الوطنية وزيادة العوائد السيادية.