"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء إعفاء العراق من استيراد الغاز والكهرباء من إيران، حالة من الإرباك داخل وزارة الكهرباء العراقية، وسط تساؤلات عن البدائل المتاحة قبل دخول الصيف.
وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الإعفاء الذي كان يتيح للعراق استيراد الغاز والكهرباء من إيران، في خطوة جاءت ضمن حزمة العقوبات الجديدة التي تهدف إلى ممارسة أقصى الضغوط على طهران.
وتضمنت المذكرة التي وقعها ترامب توجيهات لوزارة الخزانة والوكالات المعنية بضمان عدم استخدام النظام المالي العراقي للالتفاف على العقوبات الأمريكية.
إعفاءات دورية
وكان العراق يحصل على إعفاءات أمريكية دورية تتيح له دفع الأموال بالدولار، لاستيراد الغاز من إيران لتشغيل محطات الكهرباء، لكن القرار الجديد يعني إيقاف هذه التسهيلات بالكامل.
وبدوره، أفاد مسؤول في وزارة الكهرباء العراقية، أن "قرار إلغاء الإعفاء أحدث صدمة كبيرة داخل الوزارة، نظرًا لاعتماد عدد كبير من المحطات على الغاز الإيراني، ما يضع قطاع الطاقة في العراق أمام تحدٍّ حقيقي، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع معدلات الاستهلاك".
وأضاف المسؤول العراقي، الذي طلب حجب اسمه، لـ"إرم نيوز" أن "الاتفاق الجديد لاستيراد الغاز من تركمانستان لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن، ومن المتوقع أن يبدأ خلال شهرين، إلا أن العائق الأساسي يكمن في مروره عبر الأنابيب الإيرانية، وهو ما قد يجعله خاضعًا للقيود والعقوبات الأمريكية نفسها".
وأشار إلى أن "الوزارة تدرس بدائل أخرى، من بينها التفاوض مع دول خليجية لتأمين الغاز، بالإضافة إلى تسريع الأعمال لاستثمار الغاز المصاحب في الحقول العراقية، لكن هذه الخطط تحتاج إلى وقت طويل لتنفيذها".
اعتماد كبير
ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، حيث تشير التقارير إلى أن نسبة الاعتماد تتراوح بين 40% و60% من احتياجاته اليومية للطاقة.
وفي مارس/ آذار 2024، وقّع العراق عقدًا جديدًا مع إيران لمدة خمس سنوات، لزيادة حجم الاستيراد إلى 50 مليون متر مكعب يوميًّا.
ومنذ بدء الاستيراد عام 2014، وحتى عام 2024، بلغت قيمة واردات الغاز الإيراني حوالي 15 مليار دولار، وإضافة إلى الغاز، يستورد العراق نحو 1200 ميغاواط من الكهرباء من إيران عبر أربعة خطوط ناقلة.
صيف حار
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش أن "العراق يعاني منذ شهرين من شبه توقف للصادرات الإيرانية من الغاز والكهرباء تحت ذرائع العطلات الفنية وشدة البرد في إيران، إضافة إلى تراكم الرصيد الإيراني في مصرف التجارة العراقي".
وأضاف حنتوش لـ"إرم نيوز" أن "ذلك دفع العراق إلى البحث عن عدة حلول، منها استثمار الغاز العراقي عبر منح جولات تراخيص جديدة لاستغلال الغاز المصاحب، وفتح باب التفاوض مع قطر لاستيراد الغاز وتوفير البنى التحتية اللازمة، إضافة إلى التفاوض لاستيراد الغاز من تركمانستان عبر إيران"، مشيرًا إلى أن "العراق مقبل على صيف حار مع تجهيز منخفض للطاقة الكهربائية ما لم تُفعّل هذه الحلول".
قلق بشأن سومو
وجاءت عقوبات ترامب ضمن سلسلة إجراءات اتخذها ضد إيران في إطار سياسة "الضغط الأقصى"، حيث شملت إلغاء الإعفاءات الممنوحة للعراق لاستيراد الغاز والكهرباء من إيران، وتوجيه وزارة الخزانة الأمريكية لمراقبة النظام المالي العراقي لمنع استخدامه في الالتفاف على العقوبات، بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على صادرات النفط الإيراني، بهدف خفضها إلى الصفر.
وتسود مخاوف من فرض عقوبات جديدة على شركة تسويق النفط العراقي (سومو) بعد تقارير تحدثت عن تصدير نفط إيراني بغطاء عراقي، ما يجعل الصادرات العراقية، أمام مصير مجهول.
لكن وزارة النفط العراقية، نفت تلك التقارير، مؤكدة التزامها بالمعايير الدولية في عمليات التصدير وعدم استخدامها كواجهة لتجاوز العقوبات المفروضة على إيران.