أعرب قادة دول مجموعة "بريكس"، خلال قمتهم السنوية المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، عن "قلقهم البالغ" إزاء ما وصفوه بالإجراءات الجمركية الأحادية التي تهدد التجارة العالمية وتخالف قواعد منظمة التجارة العالمية.
وعلى الرغم من عدم ذكر الولايات المتحدة أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم، فإن الانتقادات جاءت موجّهة بوضوح نحو السياسة التجارية الأمريكية الأخيرة.
وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، في تقرير لها نقلاً عن مسودة البيان الختامي للقمة التي اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، أن قادة "بريكس" اتفقوا على موقف موحد يدين الإجراءات الجمركية المنفردة.
وأكدت المسودة أن هذه التدابير "تهدد بتقليص حجم التجارة العالمية وتؤثر سلبًا في آفاق النمو الاقتصادي".
وتأتي هذه الانتقادات في ظل تصاعد التوترات التجارية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيعه على خطابات موجهة إلى نحو 12 شريكًا تجاريًا، تتعلق بفرض رسوم جمركية جديدة تعتزم واشنطن تطبيقها.
وفي موقف مناهض لهذا التوجه، دعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي يستضيف القمة، إلى تعزيز التعددية في النظام التجاري العالمي، مؤكدًا أن على دول الجنوب العالمي أن "تتولى الدفاع عن النظام التجاري المتعدد الأطراف، والمساهمة في إصلاح الهيكل المالي الدولي".
من جهة أخرى، تناولت القمة الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط، لا سيما بعد الصراع الأخير بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وعلى الرغم من مطالبة طهران باستخدام لغة أكثر حدة في البيان الختامي، فإن النص النهائي سيلتزم بصيغة سابقة صدرت عن "بريكس" في يونيو الماضي، إذ تم التنديد بـ"الهجمات العسكرية" ضد إيران دون الإشارة صراحةً إلى منفذيها، مع الدعوة إلى "كسر دوامة العنف واستعادة السلام".
يُذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يغيب عن القمة للمرة الأولى، بينما يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الاتصال المرئي، في ظل ملاحقته بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.
ومن المنتظر أن تصدر عن القمة وثائق رسمية إضافية تتناول التعاون في مجالات التغير المناخي، والذكاء الاصطناعي، والصحة العالمية، في تأكيد على طموحات "بريكس" لإعادة تشكيل النظام العالمي لصالح دول الجنوب.