مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
توقفت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب تعود إلى الحقبة السوفيتية وتمر بأوكرانيا، لتنتهي هيمنة موسكو على أسواق الطاقة الأوروبية التي استمرت عقوداً.
واستمر تدفق الغاز رغم الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بين موسكو وكييف، لكن شركة غازبروم الروسية للغاز قالت إنها أوقفت توريده بعدما رفضت أوكرانيا تجديد اتفاقية لمرور الإمدادات عبر أراضيها اعتباراً من اليوم، أول أيام العام الجديد.
ولن يؤثر التوقف، الذي كان متوقعاً على نطاق واسع، على الأسعار بالنسبة للمستهلكين في دول الاتحاد الأوروبي على عكس ما حدث في عام 2022 عندما أدى انخفاض الإمدادات الروسية إلى ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية وتفاقم أزمة تكلفة المعيشة والإضرار بالقدرة التنافسية للتكتل، بحسب ما أوردت "رويترز".
وجهزت الدول التي لا تزال تشتري الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا، بدائل للإمدادات.
وستواصل المجر تلقي الغاز الروسي عبر خط أنابيب "ترك ستريم" في قاع البحر الأسود.
وقطعت منطقة ترانسنستريا الانفصالية في مولدوفا، وهي منطقة تعتمد أيضاً على هذه التدفقات، اليوم الأربعاء إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة عبر تطبيق تيليغرام إن إنهاء مرور الغاز عبر بلاده إلى أوروبا "واحدة من أكبر هزائم موسكو"، وحث الولايات المتحدة على زيادة واردات الغاز إلى أوروبا.
وأضاف في الرسالة: "كلما زادت الإمدادات في السوق من شركاء أوروبا الحقيقيين، تغلبنا أسرع على التداعيات السلبية الأخيرة لاعتماد أوروبا على روسيا في مجال الطاقة".
وأردف أن "المهمة المشتركة" لأوروبا الآن هي دعم مولدوفا "في فترة التحول الحالية بالنسبة لإمدادات الطاقة".
وذكرت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي استعد لقطع الإمدادات.
وقال متحدث باسم المفوضية "البنية الأساسية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي للتزود بالغاز من منشأ غير روسي... تم تعزيزها منذ عام 2022 بقدرات جديدة وكبيرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال".
وهيمنت روسيا والاتحاد السوفيتي سابقاً لنصف قرن على حصة كبيرة في سوق الغاز الأوروبية، والتي بلغت في ذروتها نحو 35 بالمئة.
لكن الاتحاد الأوروبي قلص اعتماده على الطاقة الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا من خلال شراء كميات إضافية من الغاز من النرويج عبر خطوط أنابيب وغاز طبيعي مسال من قطر والولايات المتحدة.
وقالت أوكرانيا إن أوروبا اتخذت بالفعل قرار التخلي عن الغاز الروسي.
وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو في بيان "أوقفنا عبور الغاز الروسي. هذا حدث تاريخي. روسيا تخسر أسواقها، وستتكبد خسائر مالية".
ستخسر أوكرانيا بذلك ما يصل إلى مليار دولار سنوياً قيمة رسوم تدفعها روسيا.
ولتعويض هذه الخسارة، سترفع الحكومة رسوم نقل الغاز للمستهلكين المحليين إلى أربعة أمثالها اعتباراً من اليوم الأربعاء مما قد يكلف هذا القطاع أكثر من 1.6 مليار هريفنيا (38.2 مليون دولار) سنوياً.
وستخسر غازبروم أيضاً نحو خمسة مليارات دولار قيمة مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وأوقفت غازبروم إمداداتها لشركة (أو.إم.جي) النمساوية في منتصف نوفمبر تشرين الثاني بسبب خلاف تعاقدي، لكن الغاز الروسي وصل إلى النمسا عبر سلوفاكيا بمعدل 200 جيجاوات تقريباً يومياً في الساعة.
وقالت هيئة تنظيم الطاقة في النمسا (إي-كونترول) إن من المتوقع أن يصل معدل التدفق من سلوفاكيا إلى النمسا اليوم الأربعاء إلى نحو سبعة جيجاوات يومياً في الساعة.
وقالت شركة (إس.بي.بي)، المشتري الرئيسي للغاز في سلوفاكيا، إنها ستزود عملاءها بالغاز عبر خطوط أنابيب بالأساس من ألمانيا ومن المجر أيضاً، لكنها ستتحمل تكاليف نقل إضافية.
ونقلت الطرق المختلفة مجتمعة كمية قياسية بلغت 201 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا في عام 2018.
وأُغلقت معظم طرق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن بينها خط يامال-يوروب عبر روسيا البيضاء وخط نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا والذي تعرض للتفجير عام 2022.
وشحنت روسيا نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023 انخفاضاً من 65 ملياراً عندما بدأ آخر تعاقد في عام 2020 ولمدة خمس سنوات.