قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن إعادة الناتج الاقتصادي إلى مستويات ما قبل الحرب في غزة تستغرق 350 عاما.
وذكرت الصحيفة، في تقرير، أن الحرب خلفت في قطاع غزة دماراً يعادل أشد حرب مدن تدميراً في التاريخ الحديث.
ولفتت إلى تضرر أو تدمير حوالي 70% من المباني خلال أكثر من 15 شهرًا من الحرب، ما حوّل القطاع الفلسطيني إلى موقع للهدم.
وفي حين يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "امتلاك غزة"؛ فإن تكلفة إعادة الإعمار وحجم الجهود ستكون هائلة. ويقول الخبراء إن إعادة بناء غزة ستتطلب عشرات المليارات من الدولارات.
وبحسب الصحيفة، دعا الرئيس ترامب هذا الأسبوع إلى سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة على المدى الطويل وإعادة بناء القطاع المدمر، بينما يتم نقل ما يقرب من مليوني فلسطيني إلى أماكن أخرى، على الأقل مؤقتًا.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال: "الولايات المتحدة، بالعمل مع فرق تطوير عظيمة من جميع أنحاء العالم، ستبدأ ببطء وعناية بناء ما سيصبح واحدًا من أعظم وأروع المشروعات التطويرية من نوعها على وجه الأرض".
وأثار هذا الاقتراح إدانة واسعة النطاق من الفلسطينيين والمسؤولين في أوروبا والشرق الأوسط.
ورغم اختلاف التقديرات، تقول الأمم المتحدة إن حوالي 70% من المباني في غزة إما مدمرة أو متضررة، بما في ذلك أكثر من 245 ألف وحدة سكنية.
ومن المتوقع أن تستغرق إزالة حوالي 50 مليون طن من الحطام الذي نشأ خلال أشهر من القصف أكثر من عقد من الزمن.
وفي حين كان حوالي 40% من مساحة غزة عبارة عن أراضٍ زراعية؛ إذ كان المزارعون، قبل الحرب، يربون الماشية ويزرعون الفواكه والخضروات بما في ذلك الفراولة والزيتون والباذنجان، بحلول سبتمبر/أيلول 2024، تضرر نحو 70% من الأراضي الزراعية في غزة، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وتابعت الصحيفة أن غزة التي كانت مركزًا ثقافيًا وتجاريًا مزدحمًا، أصبح الآن لديها أكبر عدد من المباني المتضررة بواقع 37 ألف مبنى؛ ويشمل ذلك 70 موقعًا ثقافيًا مهمًا، وفقًا لليونسكو، مثل المسجد العمري الكبير وكنيسة القديس بورفيريوس؛ من أقدم الكنائس في العالم.
ولفتت، استنادا لصور أقمار صناعية، إلى حجم الدمار الذي لحق أيضًا بميناء غزة الصغير والساحل والفنادق القليلة التي كانت موجودة؛ علاوة على ما لحق بمدينة رفح من دمار بعد أن هاجمتها إسرائيل في مايو/أيار 2024.
وفي حين أن المرحلة الثانية من محادثات اتفاق غزة، التي تهدف إلى إنهاء الحرب، لم تبدأ بعد، يقول العديد من الفلسطينيين إنهم مصممون على البقاء في القطاع.
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن "قطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني؛ إنه ليس قطعة أرض مجانية يمكن لأي شخص الاستيلاء عليه؛ لقد ولت تلك الأيام من التاريخ".