logo
اقتصاد

"بسلاح سري".. كيف تخوض الصين حربها التجارية مع ترامب؟

"بسلاح سري".. كيف تخوض الصين حربها التجارية مع ترامب؟
روبوت خلال تصنيع إحدى السياراتالمصدر: UBTECH
23 أبريل 2025، 12:35 م

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن سلاحًا سريًا يدعم الصين في حرب الرسوم الجمركية  مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتمثل في جيش من روبوتات المصانع المدعومة بالذكاء الصناعي.

وأوضحت أن الاستثمارات الضخمة في معدات المصانع والذكاء الصناعي تمنح الصين أفضلية في صناعة السيارات وغيرها من الصناعات.

وبحسب الصحيفة، تشهد المصانع في جميع أنحاء الصين أتمتةً بوتيرةٍ سريعة؛ ومع إشراف المهندسين والكهربائيين على أساطيل الروبوتات، تُخفّض هذه العمليات تكلفة التصنيع مع تحسين الجودة.

ونتيجةً لذلك، ستتمكن مصانع الصين من الحفاظ على انخفاض أسعار العديد من صادراتها، ما يمنحها ميزةً في مواجهة الحرب التجارية والتعريفات الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس ترامب؛ علاوة على ما تُعانيه من حواجز تجارية جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي ودول نامية، من البرازيل والهند إلى تركيا وتايلاند.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الصيني والأذربيجاني في بكين

الرئيس الصيني: الرسوم الجمركية تضر بنظام التجارة العالمي

 وأضافت الصحيفة أن المصانع أصبحت الآن أكثر أتمتةً في الصين منها في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.

ووفقًا للاتحاد الدولي للروبوتات، تمتلك الصين عددًا أكبر من روبوتات المصانع لكل 10,000 عامل تصنيع مقارنةً بأي دولة أخرى، باستثناء كوريا الجنوبية أو سنغافورة.

حملة "الأتمتة"

وفي حين استُرشدت حملة "الأتمتة" في الصين بتوجيهات حكومية، ودُعمت باستثمارات ضخمة؛ ومع استبدال الروبوتات بالعمال، تُمكّن "الأتمتة" الصين من مواصلة الهيمنة على الإنتاج الضخم، حتى مع شيخوخة القوى العاملة وانخفاض رغبتها في العمل في القطاع الصناعي.

وتابعت الصحيفة أنه قبل 4 سنوات، كان لدى مصنع ضخم لشركة زيكر على سبيل المثال، وهي شركة صينية لتصنيع السيارات الكهربائية، 500 روبوت؛ أما الآن، فيبلغ عددها 820، ومن المخطط إضافة المزيد.

وفي حين كان ثمن بعض الروبوتات المخصصة للحام أجزاء السيارات، يُقارب 140 ألف دولار أمريكي قبل 4 سنوات أيضًا، أصبح سعره الآن لا يزيد على 40 ألف دولار، في إشارة إلى زيادة الدعم الحكومي وغزارة الإنتاج.

ورغم أن مصانع الصين لا تزال توظف أعدادًا كبيرة من العمال؛ إلا أنه حتى مع الأتمتة، لا يزالون بحاجة إلى فحص الجودة وتركيب بعض القطع التي تتطلب مهارة يدوية، مثل حزم الأسلاك؛ وهناك أمور لا تستطيع الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر القيام بها بمفردها، قبل طلاء السيارات، ولا يزال العمال يمررونها بأيديهم وهم يرتدون قفازات، ويصقلون أي عيوب صغيرة.

ومع ذلك، تم أتمتة بعض الخطوات اللاحقة لمراقبة الجودة بمساعدة الذكاء الصناعي.

وأردفت الصحيفة أنه رغم استخدام مصانع السيارات في الولايات المتحدة للأتمتة أيضًا، إلا أن معظم المعدات تأتي من الصين؛ حيث كانت معظم مصانع تجميع السيارات في العالم التي بُنيت خلال العشرين عامًا الماضية في الصين، ونشأت حولها صناعة أتمتة.

ولفتت إلى أن الشركات الصينية اشترت موردين خارجيين للروبوتات المتقدمة، مثل شركة كوكا الألمانية، ونقلت معظم عملياتها إلى الصين.

وعندما افتتحت فولكس فاجن مصنعًا للسيارات الكهربائية قبل عام في هيفي، لم يكن لديها سوى روبوت واحد من ألمانيا و1074 روبوتًا صُنع في شنغهاي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: الرسوم الجمركية على السلع الصينية قد تنخفض

  "صنع في الصين 2025"

وأكدت على أن التقدم السريع للصين في مجال روبوتات المصانع انطلق من أعلى إلى أسفل؛ حيث حددت مبادرة بكين "صنع في الصين 2025"، التي بدأت قبل عقد من الزمان، 10 صناعات تسعى الصين إلى المنافسة فيها عالميًا؛ وكانت الروبوتات إحداها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأتمتة هددت، بل قضت على الوظائف في جميع أنحاء العالم لأكثر من قرن، ما أدى في كثير من الأحيان إلى إبطاء نمو الأتمتة.

لكن في الصين، توجد عقبات أقل من أي مكان آخر عمليًا؛ حيث لا توجد في الصين نقابات عمالية مستقلة، كما أن سيطرة الحزب الشيوعي لا تترك مجالًا تقريبًا للمعارضة، وفق الصحيفة.

ويُضاف إلى ذلك أن هناك عاملًا آخر وراء توجه الصين نحو الأتمتة، وهو الأزمة الديمغرافية في البلاد؛ إذ انخفض عدد المواليد سنويًا بنحو الثلثين منذ عام 1987. 
وفي الوقت نفسه، يلتحق ثلثا الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عامًا الآن بالجامعة أو الكلية، وهو مسار تعليمي سمح لجيل جديد بالتطلع إلى وظائف خارج نطاق العمل في المصانع، وفق تقرير الصحيفة الأمريكية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC