كشف استبيان أجرته منظمة "كونسيومر ريبورتس" الأمريكية على 8 آلاف شخص بالغ في الولايات المتحدة، أن الهاجس الأول الذي يمنعهم من شراء سيارة كهربائية يتمثل في الظروف اللوجستية لمكان ووقت شحن بطارية السيارة الكهربائية، بنسبة 61% من الخاضعين للاستبيان.
واستفسر الباحثون عن أهم الأسباب التي تمنعهم من الانتقال من استخدام السيارات التي تعمل على الغاز إلى السيارات الكهربائية.
وتضمن الاستبيان 55% من الأشخاص الذين رأوا أن عدد الكيلومترات المقطوعة من قبل السيارة في كل مرة شحن هو السبب. و52% كانوا قلقين إزاء تكاليف شراء وصيانة السيارة الكهربائية بالكامل.
وأشار ما نسبتهم 36% من الأشخاص إلى أنهم يفكرون بجدية في اختيار سيارة كهربائية في المرة القادمة.
وتوجد في الولايات المتحدة حاليا 49 ألف محطة شحن عامة، وفقا لتقارير وزارة الطاقة الأمريكية.
وأعلن أيضًا الرئيس الأمريكي جو بايدن عن هدفه في "بناء الشبكة الأمريكية الأولى من 500 ألف محطة شحن للمركبات الكهربائية"، وفقا لموقع "فوكس بزنس".
وبين الاستبيان أن أكثر الأشخاص ميلا لامتلاك سيارة كهربائية كانوا شبانا من المناطق المدنية والحائزين على شهادات تعليم عالية، ودخلا منزليا جيدا.
أما 46 % من الأشخاص قالوا إنهم لم يسمعوا سابقا عن محفزات مادية متوفرة لمالكي المركبات الكهربائية.
وقالت المديرة في منظمة كونسيونر ريبورتس كوينتينا وارن: "يظهر الاستبيان وجود نسبة عالية من الاهتمام المتزايد تجاه تقليل تكاليف النقل والأثر البيئي الناجم، ويبين إمكانية نشر الخبرة والتعليم حول الحصول على السيارة الكهربائية".
ونفذت بعض الدول خطوات متقدمة لمواجهة عقبات التحول إلى السيارات الخضراء، وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة في بعض الدول، وتخطط النرويج مثلا لتحول كامل إلى استخدام سيارات وحافلات كهربائية وهجينة للنقل العام في المستقبل القريب.
إلا أن تلك الخطوات الطموحة تعاني من تحديات عدة متعلقة بالبنى التحتية، إذ تشهد معظم محطات التزود بالطاقة الكهربائية اكتظاظًا شديدًا، وسط خطط لتحويل محطات الشحن لتصبح عاملة بالطاقة الشمسية، بدلا من تشغيلها بالوقود الأحفوري للحصول على الكهرباء المُستخدَمة في شحن بطاريات السيارات الكهربائية.
وتبرز أيضا مشكلة محدودية قدرة البطاريات المتوفرة حاليا، ومن هنا تنبع أهمية الابتكارات الحديثة الرامية إلى تعزيز قدرة البطاريات، وهو ما يعكف عليه مبتكرون وعلماء حول العالم.
ويبدو أن ارتفاع تكلفة السيارات الكهربائية وقصر مداها، تحكّما بالمزاج العام وإقبال الأفراد على اقتنائها لأعوام طويلة، فضلا عن تذبذب السياسات الرسمية تجاهها.