logo
اقتصاد

"سفرستال".. عملاق الصلب الروسي ينصهر أمام العقوبات الأوروبية

"سفرستال".. عملاق الصلب الروسي ينصهر أمام العقوبات الأوروبية
04 مارس 2022، 4:33 ص

مع اشتداد الخناق على الاقتصاد الروسي نتيجة العقوبات المفروضه عليه، أثار قرار تعليق مبيعات شركة سفرستال المتخصصة في إنتاج الصلب إلى دول الاتحاد الأوروبي، ردود أفعال غاضبه داخل البلاد.

وجاء هذا القرار بعد إدراج الاتحاد رجل الأعمال الروسي والرئيس التنفيذي لشركة سفرستال أليكسي مورداشوف ضمن قائمة العقوبات.

وأكد محللون من مجموعة "غولدمان ساكس"، في تقرير، أن عددا كبيرا من المشترين للمعادن فى روسيا بدأوا عملية الإحجام؛ خوفا من تصاعد العقوبات التي فُرضت حتى الآن بشكل غير مباشر على السلع.

ولم يكتفِ الاتحاد الأوروبي بتلك المساعي، بل خاطب جميع الشركات المستوردة للحديد والصلب في بلادها من أجل وقف التعامل مع روسيا والبحث عن أسواق بديلة للاستيراد منها.

ويأتي هذا التصعيد كرد فعل على الغزو الروسي لأوكرانيا، وعدم امتثال موسكو لمطالبات الولايات المتحدة الأمريكية بتهدئة الأوضاع والانسحاب من المقاطعات التي سيطرت عليها في أوكرانيا.

وفي المقابل، يعاني اقتصاد روسيا الذي تبلغ قيمته 1.5 تريليون دولار جراء تلك العقوبات، ما ترجمه تراجع التصنيف الائتماني للبلاد، بعد أن وضعته وكالتا "موديز" و"فيتش" دون الدرجة الاستثمارية.

الصلب الروسي

ورغم تربع روسيا على عرش أكبر خمسة منتجين للصلب على مستوى العالم، إلا أن تراجع صادراتها من المعادن بسبب العقوبات ينذر بأزمة حادة في الدول التي تشهد نقصًا في المعروض من الصلب.

وقال مسؤولون مطلعون على التجارة البينية مع الاتحاد الأوروبي، إن ألمانيا امتثلت لقرار الاتحاد الأوروبي وقامت بتعليق مشترياتها من جميع شركات الصلب الروسية.

ولا تزال الشركات المصدرة للمعادن في روسيا، تخشى من المخاطر طويلة الأجل التي انبثقت من العقوبات التي فرضت مؤخرًا على مالكيها، وفق دبلوماسي روسي.

وبلغ إنتاج روسيا من الصلب العام الماضي 76 مليون طن بزيادة 6% عن عام 2020، وفق تقرير لاتحاد الصلب العالمي يناير الماضي.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض نهاية الشهر الماضي، حزمة من العقوبات على رجال أعمال ونواب بلغ عددهم 555 فردا و52 مؤسسة، وذلك بدعوى مخالفة وحدة الأراضي الأوكرانية.

سفرستال

وقبل فرض العقوبات الأوروبية على رجل الأعمال الروسي الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة "سفرستال" أليكسي مورداشوف، بلغ إجمالي صادرات الشركة إلى دول أوروبا 3 ملايين طن سنويا بحصيلة مالية تقدر بنحو 3.5 مليار دولار.

ودفع القرار الشركة الملقبة بعملاق الصلب الروسي، إلى الشروع في إعداد استراتيجية جديدة لخلق أسواق تصديرية بديلة لأوروبا، وفق وسائل إعلام روسية.

وبحسب وكالة بلومبيرغ، توقع عاملون في الشركة أن تتكبد خسائر كبيرة بعد هذا القرار.

وبينما يتباين رد الفعل حول العقوبات على الشركة، خاطبت موسكو عددا من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا بشراء الصلب الروسي لتحريك سوق المعادن في البلاد، وفقًا لصحف روسية.

وتصنف سفرستال في المرتبة الأولى لإنتاج الصلب في روسيا، وتم إدراجها في بورصة موسكو و LSE ويسيطر عليها الملياردير أليكسي مورداشوف لامتلاكه الحصة الحاكمة .

ووفقًا لقائمة المليارديرات في مجلة فوربس، يحتل مورداشوف المركز 51 بين أغنياء العالم في عام 2021. بثروة تقدر بحوالي 29.1 مليار دولار.

أسواق مغلقة

ويرى محللون، تحدثوا لـ "إرم نيوز"، أن خريطة صادرات الصلب والمعادن بشكل عام مقسمة بين الدول الأعلى إنتاجًا، وكان النصيب الروسي يورد إلى دول الاتحاد الأوروبي، في حين تورد الصين والبرازيل احتياجات دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

وبدوره، أكد علي رضوان، عضو غرفة الصناعات المعدنية في اتحاد الصناعات المصرية، أن سوق الصلب في المنطقة يشهد تراجعًا منذ بداية 2020؛ بسبب تداعيات جائحة كورونا والركود الناتج عنها.

وتابع: "هروب روسيا من العقوبات الأوروبية ببيع منتجاتها إلى الدول العربية غاية فى الصعوبة؛ بسبب التواجد القوي للصلب الصيني".

وتنتج منطقة الشرق الأوسط نحو 41.2 مليون طن من الصلب.

وتوقع رضوان، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن تشهد أسعار الصلب مزيدا من الزيادة على إثر تصاعد الأزمة بين موسكو وأوكرانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC