أعلن فرانسوا فيون، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة في فرنسا، الجمعة أنه سيقدم استقالته من مناصبه في مجلس إدارة مجموعة البتروكيماويات الروسية Sibur ، وداخل شركة Zarubeshneft المتخصصة في المحروقات، والمملوكة للدولة الروسية.
وتعرض فرانسوا فيون منذ ديسمبر الماضي، لانتقادات شديدة من قبل أسماء مهمة في الطبقة السياسية ببلاده، بعد رفضه تقديم هذه الاستقالة، لكنه لم يتمكن من التشبث بموقفه بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
وصرح رئيس الحكومة الفرنسية السابق بين 2012 و 2017، لموقع "JDD" المحلي، أنه اتخذ هذا القرار بـ"حزن"، ولكن "وفقا لمصالح فرنسا" بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف:" "لا يمكنني مواصلة مشاركتي في مجالس إدارة شركتي Zarubeshneft و Sibur الروسيتين".
وأوضح فيون أنه "اليوم، عادت الحرب وسط أوروبا، إنه فشل جماعي، ولكن في هرم المسؤوليات فلاديمير بوتين هو الجاني الوحيد لإشعاله صراعا كان من الممكن تفاديه... ولكن في السياسة الخارجية يجب التعامل مع الحقائق، بناء على مصالح فرنسا وأمن البلاد".
تجدر الإشارة إلى أن شركة Sibur الروسية العملاقة، يسيطر عليها بشكل واضح ليونيد ميخلسون، أحد أغنى الرجال في روسيا، وجينادي تيمشينكو المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي طالته العقوبات البريطانية الأخيرة .
وكان فرانسوا فيون في البداية يرفض الاستقالة، لكنه مع المستجدات اضطر يوم الخميس لـ" إدانة استخدام القوة في أوكرانيا"، منتقدا في نفس الوقت "رفض الغربيين" الاستماع لمطالب بوتين بخصوص حلف شمال الأطلسي.
وعرضه هذا الرفض لهجوم من الطبقة السياسية في فرنسا، وعلى رأسهم المرشحون للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووصفه يانيك جادو مرشح الخضر بـ "حليف الديكتاتور الذي يقود حربا في أوروبا"، وقال وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون، إنه جعل نفسه "شريكا" لبوتين بانضمامه لمجموعة "سيبور".
وحدها فاليري بيكريس، المرشحة القوية لحزب "الجمهوريون"، طالبت بـ"تركه وشأنه"،خصوصا أنه "غادر السياسة، فمن حقه أن يصنع حياته"، لكنها ذكّرت بكون "المجموعات الروسية الكبرى تشكل درعا للدولة الروسية".
ويبدو أن المتاعب تطارد فرانسوا فيون، الذي تخلى عن السباق نحو الإليزيه في 2017 بسبب فضيحة مالية حول زوجته وأبنائه، وغادر عالم السياسة متجها إلى الأعمال، قبل أن تهاجمه الأزمة الأوكرانية.