سجلت "بيتكوين" أكبر عملة مشفرة في العالم بالقيمة السوقية، ارتفاعا حادا منذ وصولها إلى أدنى مستوياتها بالقرب من 40 ألف دولار أواخر الشهر الماضي، إذ قفزت بنسبة 35 ٪ تقريبًا وتجاوزت بسهولة التوقعات السابقة.
وقال "بنك جيه بي مورجان" الأمريكي، في مذكرة نشرتها شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، اليوم الجمعة، إن الزيادة في سعر "بيتكوين" دفعت بقيمتها السوقية إلى أحد أعلى مستوياتها على الإطلاق بما يزيد على تريليون دولار.
وعزت المذكرة ذلك الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، بما فيها "زيادة شهية المستثمرين المؤسسين الذين يسعون للتحوط من التضخم".
وذكر التقرير أن الدور المتنامي لـ "بيتكوين" باعتبارها وسيلة تحوط من التضخم أدى إلى تراجع الإقبال على الاستثمار في الذهب الذي ظلت أسعاره شبه ثابتة لمدة عامين تقريبًا حتى مع تزايد المخاوف بشأن ارتفاع التضخم.
وقال البنك الأمريكي: "يبدو أن المستثمرين المؤسسين يعودون إلى بيتكوين لأنهم ربما يرون أنها وسيلة تحوط أفضل للتضخم من الذهب".
وأضاف أن الاتجاه السابق للأموال المتدفقة من الذهب إلى "بيتكوين" عاود الظهور في الأسابيع الأخيرة.
وأورد التقرير ثلاثة عوامل رئيسة تفسر سبب ارتفاع عملة "بيتكوين" من حوالي 40 ألف دولار إلى أكثر من 55 ألف دولار في غضون أسابيع، أولها التأكيدات الأخيرة من قبل صانعي السياسة الأمريكية بأنه لا توجد نية لحظر استخدام أو تعدين العملات المشفرة مثلما فعلت الصين في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن العاملين الآخرين يشملان اعتماد عدد من الشركات العملاقة تلك العملة في مدفوعاتها، إلى جانب عودة ظهور مخاوف التضخم بين المستثمرين ما جدد الاهتمام باستخدام بيتكوين كوسيلة للتحوط من التضخم.
وقال البنك: "مع فشل الذهب في العمل كوسيلة موثوقة للتحوط من التضخم في الأشهر الأخيرة، بدأ المستثمرون الكبار في اتخاذ بعض الإجراءات، إذ إنه منذ بداية العام الجاري تدفقت أكثر من 10 مليارات دولار خارج صناديق الذهب المتداولة في البورصة، بينما تدفق أكثر من 20 مليار دولار إلى صناديق بيتكوين".
ولفت إلى أن تدفقات الأموال إلى "بيتكوين" ساعدت على رفع حصة تلك العملة من إجمالي سوق العملات المشفرة إلى ما يقرب من 45٪ الخميس من 41٪ في منتصف الشهر الماضي.
وأشار إلى أن "الزيادة في حصة بيتكوين السوقية هي تطور صحي؛ لأنه من المرجح أن تعكس مشاركة مؤسسية أكثر من العملات المشفرة الأصغر".