logo
ثقافة

"كاتب لا يستيقظ من الكتب".. تجربة القراءة كما عاشها أبرز المفكرين والفلاسفة

"كاتب لا يستيقظ من الكتب".. تجربة القراءة كما عاشها أبرز المفكرين والفلاسفة
31 مايو 2023، 6:27 م

يبحر "كاتب لا يستيقظ من الكتب" في محاولات استكشاف المفاهيم حول الكتابة والوجود، والأدب والحياة، من خلال تجارب معاشة للعديد من الأدباء والمفكرين والفلاسفة والنقاد.

والكتاب ترجمة الناقد المغربي محمد آية لعميم عن دار "أكورا" بطنجة، وهو ثمرة عشرين عاما من الترجمة لحوارات وتجارب أصحابها.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، يرصد المترجم 15 حوارا مطولا، لكل من الروائي والكاتب المكسيكي كارلوس فوينتيس، الأول بعنوان "السعادة والتاريخ لا يمكن أن يلتقيا"، والثاني بعنوان "في مديح الثقافة الهجينة"، وللناقد والكاتب الفرنسي رولان بارت تحت عنوان "الأدب والتدريس"، ولتزفيطان تودوروف، بلغاري الأصل، تحت عنوان "الدين والحب والجمال.. طرائق لإعادة التجربة مع المطلق"، وللناقدة والروائية البلغارية جوليا كريستيفا تحت عنوان "استعجال التمرد"، وللفيلسوف الفرنسي بول ريكور تحت عنوان "كل كتاب أكتبه يترك شيئاً عالقاً".

وكذلك للروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي تحت عنوان "صرت كاتباً بالصدفة"، وللناقد الإيطالي بييترو تشيتاتي تحت عنوان "كتبي شكل من أشكال السرقة"، وللناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو تحت عنوان "كنت بورخيسيا قبل أن أقرأ بورخيس"، وللروائي الإسباني خابيير سركاس تحت عنوان "الرواية سلاح دمار شامل"، ولجون كلود كاريير تحت عنوان "ما مصير البيبليوفيليا (عشق الكتب) في زمن الرقمنة؟"، وللفيلسوف بيير فيسبيريني تحت عنوان "تشكلت الفلسفة القديمة في القرن الـ19"، ولبيرنار بيفو تحت عنوان "أن نقرأ هذا عمل شجاع"، ولميشيل باستورو تحت عنوان "الكتاب الصغير للألوان"، وللكاتب الإيطالي إمبرتو إيكو تحت عنوان "الكتاب لن يموت أبداً".

اختار آيت لعميم عنوانا مغريا وجاذبا للقراءة، ويبرر ذلك: لو أنني كنت أترجم هذه الحوارات بطريقة متقطعة، فإنني سألمح فيها خيطاً ناظماً، وهو مديح القراءة والاعتناء بالكتاب.

ويقول آيت لعميم إنه لاحظ أثناء ترجمة هذه الحوارات التقاء العديد من الأفكار بين هؤلاء الكتاب، وكأنما شاءت أن تنتظم بأفكارها في هذا الكتاب، فأصبحت هذه الحوارات تتحاور فيما بينها.

ويأتي اختيار هذه الحوارات، للناقد والمترجم المغربي، بناء على تمتعها بالشمولية وتغطية مشاريع الكتابة لكل مؤلف على حدة، ما يجعلها توفر للقارئ نظرة شاملة عن التحولات التي عرفها كل كاتب، وتفاصيلها، وكذلك تقدم معطيات حول الكاتب، وإضاءات على بعض مشاغل الكتابة لديه، والتجارب التي تقاطعت مع الكتابة لكل كاتب، إذ يمكن أن يصبح كل حوار مشروع كتاب حول تجربة المؤلف.

واختار آيت لعميم عنوانا مغريا وجاذبا للقراءة، ويبرر ذلك: "لو أنني كنت أترجم هذه الحوارات بطريقة متقطعة، فإنني سألمح فيها خيطاً ناظماً، وهو مديح القراءة والاعتناء بالكتاب؛ مما حدا بي أن أطلق هذا العنوان الذي بدا لي جامعاً لأشتات هذه الحوارات، إذ لا يخلو حوار من الإشادة بفعل القراءة وبأهمية الكتب في حياة الكاتب".

يتحدث برنار بيفو عن القراءة: "أن تجد وقتاً للقراءة هو نوع من المصارعة. فحينما كنت أعمل، إذا لم أجد دقيقة من أجل القراءة في اليوم، كنت أتوقف في مقهى. وأنادي على أطفالي وأقول لهم إنني سأتأخر لبعض الوقت لأنه ما زال لدي عمل – شيء لم يكن صحيحاً..".

ومضات من الكتاب

ومن مقتطفات حوار أمبرتو إيكو تحت عنوان "الكتاب لن يموت أبدا": "الكتاب مثله مثل الملعقة أو المطرقة أو العجلة أو المقص، ما أن تخترعها لأول مرة فإنه ليس بإمكانك أن تصنع أحسن منها، لا يمكنكم أن تصنعوا ملعقة أفضل من الملعقة، (..) لقد حاول فيليب ستارك تجديد عصارات الليمون، لكن عصارته (من أجل إنقاذ صفاء جمالي ما) تترك البذور تمر. لقد برهن الكتاب على جدارته، ولا نرى كيف يمكننا أن نصنع أفضل من الكتاب للاستعمال نفسه. يمكن للكتاب أن يتطور في تركيبته، يمكن لصفحاته ألا تكون من الورق، لكن سيظل ما هو عليه".

وفي حواره أيضاً، يتحدث إيكو عن المستقبل: "كل شيء ممكن الوقوع، يمكن للكتب ألا تثير اهتمام سوى قبضة من أناس محددين سيشبعون فضولهم العابر في المتاحف والمكتبات (..) يمكننا أيضاً أن نتخيل أن الاختراع المدهش الذي هو الإنترنت سيختفي بدوره في المستقبل. بالضبط مثل المناطيد اختفت من سمائنا، حين أطلقت النار على هوندبرغ في نيويورك، قبل الحرب بقليل، مات مستقبل المناطيد. الأمر نفسه بالنسبة إلى طائرة الكونكورد، فحادثة كونيس عام 2000 كانت مشؤومة، فالتاريخ على الرغم من ذلك مدهش، تخترع طائرة، تقطع المحيط الأطلسي في ثلاث ساعات بدلاً من ثمانٍ. من كان سيعترض على مثل هذا الإنجاز؟ لكن صرف النظر عنها بعد هذه الكارثة على اعتبار أن الكونكورد باهظة الثمن، هل كان هذا سبباً معقولاً؟ فالقنبلة النووية هي الأخرى باهظة الثمن!".

بدوره، يتحدث برنار بيفو عن القراءة: "أن تجد وقتاً للقراءة هو نوع من المصارعة. فحينما كنت أعمل، إذا لم أجد دقيقة من أجل القراءة في اليوم، كنت أتوقف في مقهى. وأنادي على أطفالي وأقول لهم إنني سأتأخر لبعض الوقت لأنه ما زال لدي عمل – شيء لم يكن صحيحاً، وكنت أقرأ لوقت ليس طويلا، ولكن على الأقل عشرين دقيقة. قبل أن أدخل إلى البيت، كنت بحاجة إلى هذا، لأنني كنت أعرف أنني إذا دخلت لن أجد الوقت.. أو عوض أن أتناول وجبة الغداء مع زملائي في العمل، كنت أعتذر أن لدي موعداً، وأذهب وحدي إلى بيسترو كي أقرأ. أمر لا يصدق، لكن من المستحيل أن أقول لهم (لا أريد أن أتغدى معكم، سأذهب لأقرأ)، الناس لا يقبلون بهذا".

وعن الأسباب التي تجعله يتخلى عن كتاب، أجاب برنار بيفو: "إذا أزعجني، فبقراءتي ثلاثين صفحة يمكنني أن أعرف أن الكتاب يدور في حلقة مفرغة، وأنه متبجح، وأن الشخصيات ليست ذات أهمية كبرى. وإذا كان الأمر يتعلق بمحاولة أو دراسة، فإنها غير مفيدة، أو أن الكتابة ذات سطحية مفزعة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC