logo
ثقافة

في فيلم "مشروع آدم".. السفر عبر الزمن متاح

في فيلم "مشروع آدم".. السفر عبر الزمن متاح
24 مارس 2022، 6:14 ص

يستعيد المخرج الأمريكي شون ليفي مغامرات الدراما في مدار تعدد الأزمنة، مقدمًا من جديد فكرة السفر عبر الزمن في السينما الأمريكية عبر نتفليكس، في فيلم الخيال العلمي والدراما والكوميديا "مشروع آدم" الصادر في آذار/ مارس 2022.

يضطر آدم ويجسد دوره "رايان رينوليدذ" للهبوط في زمن 2022، قادمًا من زمن 2050، والذي غادره للبحث عن عشيقته لورا، التي ماتت في ذلك الزمن.

لكن هذا الهبوط الاضطراري كان بهدف أخذ حمضه النووي، لشخصيته في سن 12 من عمره، ويكون على هيئة الطفل آدم ويجسده "ووكر سكوبيل".

ويتفق آدم بشخصيتيه الكبيرة والصغيرة، على العودة إلى زمن 2018، لرؤية والده المتوفى ويجسد شخصيته"مارك رافالو" العالم الذي كان يخطط لمشروع "آدم" للسفر عبر الزمن، والذي قتل بسببه.

المغامرة تلك، بالعودة إلى زمن قديم، سمحت للشخصيات الثلاث باللقاء ومناقشة حيثيات التنقل بين الزمن، وفق رؤية علمية، وبنيل الابن آدم بطوريه الحضن الذي كان يفتقر إليه من الأب المتوفى، فهل هذا يكون سانحًا للبشر في المستقبل؟

دعوة

في عام 2009 وجه العالم ستيفين هوكينغ دعوة للبشر بالتواجد في مكان وموعد محددين، تمهيدًا للانتقال في رحلة عبر الزمن، لكن هوكينغ أصيب بإحباط كبير جراء عدم تلبية أحد لدعوته، فكان هوكينغ يؤمن طيلة مسيرته، بوجود ثقب دودي أسود، يمكن للمرء السفر خلاله، والتنقل عبر الزمن.

وقد كتب هوكينغ فيما بعد " جلست هناك لفترة طويلة، ولم يأت أحد".

العالم المتوفى عام  2018، كان يعتقد بأن تسجيل مثل هذه الدعوة لعالم فيزياء مشهور، عبر الزمن، سيؤكد حدوث الأمر في يوم من الأيام.

وعلى هذا فإن هذه الدعوة تبقى قائمة، على مدار الزمن، فيمكن للمسافرين عبر الزمن مستقبلًا تلبية هذه الدعوة والسفر مع هوكينغ، لكن هذه تبقى مجرد احتمالات، لم يثبتها العلم بعد.

ما الجديد؟

في فيلم "مشروع آدم" أعطى سيناريو شون ليفي افتراضات، تفيد بأن موت الإنسان خارج زمنه، يتسبب في حدوث عشوائية في مسار الزمن، وهي تكاد تكون الإضافة الوحيدة التي تميز بها الفيلم.

وسبق أن تناولت هوليود هذه الأطروحة في أكثر من فيلم، وكان من أشهرها سلسلة أفلام "العودة إلى المستقبل" من إخراج روبرت زيمكس، المنتجة بين أعوام 1985، و1990، إذ جسدت قصة شاب قفز من زمن 1950، إلى 1985، عبر سيارة رياضية.

وكانت سيارة دي لورين DMC-12، المصنعة حديثًا وقتها، ملهمة لكاتبي الفيلم بوب جيل، ورويرت زيمكس.

سيف ضوئي

ويطرح الفيلم كمادة تجديدية لهذا النمط من الأفلام فكرة السيف الضوئي، الذي تكرر استخدامه، في دفاع الأشخاص عن أنفسهم، حال مهاجمة الكائنات الروبوتية البشرية، والذي قدمه المخرج على أنه مُفتِّت للجسد الروبوتي، ولكنه لا يسبب موت الإنسان، كما وأنه يتسبب في حرف اتجاه الرصاصة عن جسد الإنسان وقت القتال، ويحرف مسارها لمكان آخر.

أفكار وعواطف

إن فكرة العيش في زمن آخر سواء في الماضي، أو المستقبل، تثير الأفكار المحفزة للإنسان حول تخيل الحياة في زمن غير زمنه، والتقاء أشخاص غير موجودين في  الزمن ذاته، وهو ما يحمل شحنة كبيرة من العاطفة أيضًا.

وتمنح بداية الفيلم بجملة: السفر عبر الزمن موجود، لكنكم لا تعرفون ذلك بعد"، استثارة للمشاهدين لمعرفة ما يحتويه الفيلم في طرح جديد للفكرة خلال عام 2022، بعدما توغلت الآلة التكنولوجية في العالم، وصارت شبكة الإنترنت وسيلة اتصال مذهلة للبشر، ويرى السيناريو بأن لها ضرورة في خوض رحلات مستقبلية عبر الزمن.

اتصال موازٍ

وتأتي أطروحة الاتصال الموازي للشخصية ذاتها عبر حقبتين زمنيتين، خلال الفيلم، كنوع من التجريب في كوميديا لطيفة، إذ استمر على مدار التسلسل الزمني للأحداث عبر شخصية آدم، النقد بين طوري الشخصية، فكلاهما لا يعجبه طباع الآخر، فآدم في عمر 12 عامًا يخضع للتنمر والضرب من طفل بعمره، يتفوق عليه بالحجم، وهو ما يدفع آدم في عمر 40 عامًا للانتقام من الطفل.

ومن جانب آخر، يحاول آدم في طور 12 عامًا، إقناع آدم الكبير، بملاطفة والده، بعد أن فضل وسيلة كرهه عن الحزن عليه، وحاول آدم تذكير ذاته، بمواقف حميمية قديمة للأب. وتكلل هذا الاختلاف في صناعة منحنى متفاوت للشخصية.

الشخصيات

ويبدو ظهور الطفل سكوبيل لافتًا من خلال مقدرته على توصيل، الإيماءات الحزينة والفرحة، والاندهاش، والخوف، وكذلك في المحاولات القتالية.

أما رينولدز، ممثل الطور الآخر للشخصية، فكان أقل حضورًا، وبدا متسرعًا في العديد من المواقف، وكان أبرزها، عدم إعطائه انطباع ألم الإصابة بالرصاصة، في بداية هبوطه للعام 2022.

اما مارك رافالو فقدم شخصية الأب بشكل مريح، إذ أدى انفعالات الشخصية في جانبها الجدي الصارم، حين جسد دور الأب العالم، وأدى جانبًا من المرح في جانب آخر، وكذلك أتقن المشهد العاطفي مع زوجته، ومع ابنه، بشكل مؤثر.

وبالرغم من الحضور الزمني الصغير لـ"زوي سالدانا"، وجسدت دور عشيقة آدم، إلا أنها منحت السيناريو الجانب الأنثوي للبطولة، لكن استخدامها في المشاهد كان أقل من المطلوب.

تقنيات ومؤثرات

وبدا السيناريو ماضيًا بالوتيرة ذاتها، فلا تصاعدية في الأحداث، إلا من صراع متقطع بين الكائانات الروبوتية مع آدم الكبير، ومع الأب، لنيل القرص الصلب الجامع لمشروع آدم.

فيما استخدم المخرج المؤثرات الصوتية المحفزة والمثيرة، من خلال الضوء الصارخ المواكب للمشاهد، في الفضاء أو الداكن، داخل الأماكن المغلقة.

وفي ختام الفيلم، بدا السيناريو أكثر موضوعية، حينما تراجع للفكرة الوجودية للإنسان في الآخر، وألمح لاحتمالية عدم حدوث اختراق للزمن، بتحقق القفز خارجه، حينما أثار الجانب العاطفي لذكريات الإنسان مع الآخر، منوهًا إلى أن الإنسان حتى وإن لم يلتقِ بالآخر في الزمن ذاته، فإن ذلك ممكن بالإحساس، بأن كل منا داخل الآخر، يسمع صداه، حتى لو لم يتحقق اللقاء داخل الزمن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC