خطف فيلم "قصة حب ورغبة" لمخرجته التونسية ليلى بوزيد، الأنظار؛ بعد حصوله على جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل، في الدورة الـ 14 من مهرجان "أنغوليم" للسينما الفرنكوفونية، لتشق المخرجة الشابة طريقها نحو النجاحات خارج "جلباب الأب"، كما يُقال.
وليلى بوزيد هي ابنة المخرج السينمائي التونسي النوري بوزيد، الذي حصلت أعماله على عدة تتويجات في مهرجانات سينمائية بالداخل والخارج. وبعد فيلمها الأول "على حلة عيني" الذي أنتجته سنة 2015، بدأت طريقها نحو مزيد من الإشعاع العالمي مع إنتاج فيلم "قصة حب ورغبة" أو "مجنون فرح".
وبعد أشهر من إنتاجه، بدأ الفيلم يتجول بين المهرجانات الدولية ويحصد الجوائز، حيث حصل على جائزة "دياموند فالوا" التي تُمنح في مهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية في فرنسا، واختتمت دورته الأخيرة الأحد الماضي، كما فاز سامي أوتالبالي الذي يؤدي دور أحمد في الفيلم بجائزة أفضل ممثل.
والفيلم من إنتاج تونسي فرنسي مشترك، وسيتم عرضه رسميا في القاعات الفرنسية، مطلع أيلول/ سبتمبر القادم، كما تم عرضه في وقت سابق من هذا العام في أسبوع النقاد، في مهرجان كان السينمائي.
واختارت المخرجة التونسية الشابة نهج الاستقلالية عن إرث والدها السينمائي، دون التأثر بمرجعياته أو لغته السينمائية، وطرقت باب المهرجانات العالمية ذات الصيت العالي، بدءا بمهرجان «كان» السينمائي ضمن فقرة أسبوع النقاد، في شهر يوليو / تموز الماضي، وصولا للمنافسة على جوائز مهرجان «أنغوليم» للفيلم الفرونكوفوني، والذي خرج منه فيلم ليلى بوزيد أكبر الفائزين.
ويروي هذا الفيلم الروائي الطويل حكاية فرح وأحمد، اللذين جمع بينهما الحب تحت سماء باريس، رغم تعارض طرق التعبير عن الحب الجارف للشابين، إذ لم تكن فرح القادمة من تونس لتدرس الأدب العالمي في جامعة السوربون بالفتاة التي تخجل من التصريح بمشاعرها أو البوح برغباتها، بينما كان أحمد المقيم في فرنسا والمنحدر من أصول جزائرية منغلقا على نفسه ومتشبثا ببيئته المحافظة رغم العيش في بلد متحرر.
وتتناول المخرجة قصة الحب هذه من زاوية الرغبة، والنظرة للجسد، وأنه رغم تبادل أشعار العشق وقصائد الغزل وتطور مشاعر الهيام وكبرها يوما بعد يوم في قلبي الحبيبين، فإن طريقتهما في الحب ونظرتهما للجسد والحياة كانت مختلفة، ليبقى حبل الود والوصال معلّقا طارحا تداعيات هذا الاختلاف في النظرة إلى أقدس المشاعر الإنسانية، الحبّ.
وتعكس رؤية المخرجة التونسية الشابة انتصارا لأحلام الشباب وهواجسه وقضاياه وانكساراته ومشاعره، لينتصر الحب في النهاية على الرغم من اختلاف أساليب التعبير عنه.