logo
ثقافة

فيلم الإنميشن "Soul" ورحلة البحث عن معنى

فيلم الإنميشن "Soul" ورحلة البحث عن معنى
07 يناير 2021، 1:42 م

يسعى فيلم الإنميشن "Soul"؛ أحدث أفلام شركة بيكسر، إلى تحفيز التفكير، مقدما رؤية إبداعية تكسر نمطية الشكل في أفلام الرسوم المتحركة من خلال تقديم بطل أمريكي من أصول إفريقية للمرة الأولى.

تدور أحداث الفيلم حول مسيرة "جو جاردنر" الموسيقي الأربعيني، وما يشوب حياته من رتابة أبعدته عن شغفه وطموحه.

ويسعى جو إلى كسر حياته الروتينية القائمة على تدريس الموسيقى في مدرسة ابتدائية لتلاميذ يفتقرون للموهبة، باحثا عن فرصة تضعه في المسار الصحيح كعازف جاز محترف، وسط ضغوطات معيشية يومية تسهم في تشتته وعرقلة أحلامه.


d8f562f5-72ce-438c-b298-13f58c98b62f



وبصدفة سعيدة، يحصل جو على فرصته المنشودة بعد تجربة أداء يثبت فيها جدارته، ليحصل على وعد بالعزف مع إحدى أبرز فرق الجاز في مدينته.


93f4a8f5-aa99-4d28-8f09-e6b30cc80571



ويخرج الفيلم عن خطه الواقعي عقب ترديده لعبارة مفصلية؛ يقول فيها: "سأموت سعيدا إذا تمكنت من العزف مع دورثياويليامز"، ليسقط بعدها في غيبوبة تنقله إلى عالم الأرواح.

ويبدأ جو بكفاحه المستميت للعودة إلى جسده وتحقيق ما يصبو إليه على الأرض، لندخل في تفاصيل كوميدية تجسد تجربة روحانية في الماورائيات، ليمرر الفيلم معلومات عن الزمكان والأبعاد والتداخل الخيالي للعوالم.

التحول الثاني في العمل، يبدأ بلقاء جو بالروح "22" الساخرة واللامبالية والرافضة للإرشاد والتعلم، على الرغم من تلمذتها على يد أعظم العلماء والفلاسفة في تاريخ البشرية.


81a93c7d-b2d2-40a5-8b8e-d2528f0aae75



ويبرز في الفيلم السؤال الوجودي عن معنى الحياة، وهل الحياة هبة شفافة أم جحيم مقيم؟ كل ذلك من خلال عرض تطرف الروح "22" وعبثيتها المفرطة. فهل ينجح جو في تغيير طريقة تفكيرها، ويصل إلى أهدافه الطموحة؟

وصول جو إلى بعد غيبي وخسارته لتفاصيل كان يراها مملة، يدفعه إلى إعادة تقييم حياته، وترتيب أولوياته، لتكمن رسالة الفيلم في تحري الجمال في ثنايا حياتنا التي غفلنا عنها على الرغم من نقائها الخالص، في زحمة جرينا الحثيث وراء الماديات، في العالم الاستهلاكي المعاصر.


ac249c67-b815-4655-944a-52fe163c226b



والفيلم غني بالإسقاطات عن الحياة وأهدافها ومعانيها، ما يذكرنا بتساؤل ليو تولستوي الوجودي "ما المغزى من الحياة؟ "وهل يكمن المعنى في الإنجاز، وإذا حقق الفرد ما يصبو إليه ولم يصل إلى الرضى؛ فهل يستحق العيش؟

وسجل الفيلم سابقة في تاريخ الشركة من خلال الابتعاد عن ترسيخ حكايات ومعايير الضواحي البيضاء للطبقة الوسطى، والالتفات إلى شريحة أخرى من المجتمع الأمريكي.

وركز الفيلم على السياق الثقافي مقدما موسيقى الجاز كإحدى أبرز مساهمات الأمريكيين من أصول إفريقية في الثقافة الفنية عالميا.

العمل من إخراج وتأليف بيتي دوكتر ومايك جونز، وشارك في أداء أصوات الشخصيات جيمي فوكس، وتينا فاي، وكويست لف، ودافيد ديجز، وفيليشيا رشاد، وجون راتزنبرجر، وآنجيلاباسيت، وريتشيل هاوس، وأليس براغا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC