logo
فن ومشاهير

فيلم "يومين".. هل آن الأوان لانفصال باسل الخطيب ودريد لحام؟

فيلم "يومين".. هل آن الأوان لانفصال باسل الخطيب ودريد لحام؟
14 فبراير 2024، 3:22 م

شهد مهرجان بغداد السينمائي، اليوم، العرض العربي الأول للفيلم السوري "يومين"، بحضور مخرجه باسل الخطيب وبطله الفنان دريد لحام.

ويتناول الفيلم موضوع التماسك الأسري عبر قالب درامي فكاهي، إذ يمكن اعتباره استمرارا لفيلم "الآباء الصغار" الذي أخرجه لحام عام 2006، لا سيما أنه متخم بالمثالية، ويستخدم الوسيط السينمائي ليكون بمثابة مصلح اجتماعي، ولو كان بطريقة فنتازية بعيدة عن الواقع.

قصة العمل

يحكي "يومين"، الذي تم إهداؤه إلى روح الفنان أسامة الروماني الذي شارك في بطولته، عن غيث (دريد لحام) الذي يعمل مصلِّحا للأدوات الكهربائية ضمن قرية افتراضية اسمها "طرنيبة النهر"، وإلى جانب ذلك فإنه يمتلك محلاً للبقالة يشتغل فيه مع ابنته الوحيدة سلمى (رنا شميس) وهي مدرسة، وعلى الصعيد الاجتماعي مُطلَّقة لعدم قدرتها على الإنجاب.

غيث يذهب يومياً إلى أسواق دمشق لشراء بعض الحاجيات لمحله، وكنوع من العادة اليومية يستريح في إحدى الحدائق لتناول طعامه، الأمر الذي كسر روتينه ذات مرة؛ إذ اجتمع في الحديقة مع طفلين هما "نغم وصباح" (جاد دباغ، وشهد الزلق)، وعندما استشعر جوعهما آثر أن يعطيهما سندويشاته، ولمّا أراد المغادرة شكراه على كرمه، ليكتشف عند الحاجز العسكري قبل القرية أن الطفلين اختبآ في مؤخرة سيارته وتابعا أكل ما تيسر لهما من الفواكه، وذلك بعد أن هنَّأه المُجنَّد بسلامة حفيديه الواصلَين حديثاً من فنزويلا، كما أخبره الطفلان.

حينها ينزعج الرجل السبعيني ويسعى مع الجندي لإيجاد طريقة يعيد بها نغم وصباح إلى أسرتهما، فيهرب الطفلان باتجاه القرية، ويستدلان على دكانة غيث وابنته سلمى، متابعان اختلاق الأكاذيب بطريقة فنتازية، فما إن يصل غيث إلى طرنيبة النهر، حتى يستقبله أهلها استقبال المنتصرين، ليكتشف أن نغم وصباح أقنعا سكان القرية أنه أنقذهما من عصابة خطيرة للاتجار بالأعضاء البشرية.

ومن بين المنتظرين كان المختار (أسامة الروماني) الذي يفهم اللعبة من البداية، لكنه يقنع البطل الطارئ بأهمية تجاهل الحقيقة وعدم فضح الأمر؛ لأن مسؤولاً رفيعاً سيزور قريتهما خلال يومين بعد انتشار خبر البطولة المزعوم على الفيسبوك، والذي قام بنشره أبو رشيد (يحيى بيازي) مُربِّي الماعز البسيط المهووس بمتابعة صفحة "علِّق بنقطة" وأخبارها.

يوافق غيث على ما طلبه المختار، لكنه في الوقت ذاته يبقى قلقاً وغير مرتاح لوجود الطفلين في بيته، ورغم محاولاته التواصل مع أهلهما إلا أنه يفشل مراراً؛ لأن نغم كانت تعطيه دائماً أرقاماً خاطئة، لنكتشف خلال الأحداث أن هرب الطفلين عائد إلى تعنيف والدهما (حازم زيدان)، لهما ولأمهما (نجاح مختار)، بعدما حوَّلته الحرب في سوريا من صاحب ورشة إلى عامل باطون مياوم، يضيِّع كل ما يقبضه من مال على المقامرة والسُّكُر.

وعلى مدار اليومين، تتواصل الأحداث والمفاجآت، فمثلاً يزور المسؤول (محسن غازي) القرية، لكنه يفصح عن أنه مسؤول من الدرجة العاشرة ولا يملك من أمره شيئاً، ورغم ذلك يفرح المختار لتنظيف القرية وتزيينها وللنظام الذي تم خلقه بهذه المناسبة والمسؤولية من الجميع تجاه هذا الحدث الجلل، ولو أن ذاك المسؤول صرَّح أنه لا يستطيع تلبية أي مطلب من مطالب أهلها، لا على مستوى تأمين الخبز وتعديل أمور البطاقة الذكية ولا حتى على المستوى الخدمي، كتزفيت الشوارع وتأمين المازوت وغير ذلك.

في مقابل ذلك، تغذي سلمى حاجتها إلى الأمومة، تشتري للطفلين ملابس جديدة، وتصطحبهما معها إلى المدرسة، وتغدق عليهما حنانها واهتمامها.


1a8ca171-0729-41ef-bf54-a7375d38926e

وفي الختام، ينجح غيث في الوصول إلى والدي الطفلين عن طريق الفيسبوك بعدما نشرا على صفحة "علِّق بنقطة" صورة نغم وصباح الضائعين، وبطريقة فنتازية يتأكد أبو سلمى من محبة والدهما لهما، وعدم عودته إلى عُنفِه عبر إخباره بأنه رئيس عصابة وقادر على إعادة ولديه شريطة الحصول على كِلْيَتَي الأب، ليتم اللقاء المحتوم وتنتهي الحكاية بسعادة غامرة تشمل الأسرة كلها.

الأطفال فقط يحرّكون الحكاية

لعل أجمل ما في الفيلم هو دور الأطفال في تحريك الحكاية، وإحداث الانعطافات فيها، لكن الحمولة الفكرية جاءت مبنية بطريقة خاطئة، إذ إن الإصلاح الاجتماعي وأهمية تماسك الأسرة وعدم تشتت أفرادها لا يتم عبر التشجيع على الكذب وجعله منجاة وبوابة للسعادة ونشر الفرح بين الآخرين.

إضافة إلى أن التَّصنُّع في المثالية، ورسم الشخصيات من دون عمق حقيقي أوقع الممثلين في مطب الأداء السطحي المدرسي، إلى جانب التقليدية في التصوير والمونتاج (مجيد الخطيب) والموسيقى التصويرية (رضوان نصري)، فلا أساس متينا يرتكزون عليه.

كل ذلك يضعنا أمام تساؤلات محقة، مثل: لماذا لم تعد الأسماء الكبيرة قادرة على صناعة سينما سورية مهمة؟ وهل من المجدي صياغة فيلم يعتبر استمرارية لآخر بعد 18 عاماً على عرض الأول؟ ثم لماذا الإصرار على ثنائية الخطيب- لحام في ثلاثة أفلام لم تقدِّم شيئاً مهماً حتى الآن، بحسب ما أكده الجمهور.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC